الأربعاء، 3 أغسطس 2011

زيـــوت الــــرش


زيوت الرش:
تعريف زيوت الرش وتطورها :
الزيوت المعدنية عبارة عن مزيج من الفحوم الهدروجينية المشبعة وغير المشبعة بنسب مختلفة تجعلها تختلف عن بعضها ببعض الخواص الفيزيائية والكيميائية ويتم الحصول عليها بطريقتين ،الاولى من تقطير البترول الخام وتسمى بالزيوت البتروليةوالثانية بتقطير الفحم الحجري او الخشب وتسمى بالزيوت القطرانية.فقد عرف الإنسان النفط من قديم الزمان عند بعض الشعوب في اسيا واوروبا وكان النفط في الأزمنة القديمة يستخدم للإضاءة وكمادة رابطة وعازلة في البناء وفي الأغراض الحربية وغيرها.وأصبح للنفط في السنوات الأخيرة قاعدة لصناعات كبيرة متعددة ومنها الأسمدة والمبيدات في المجال الزراعي وبالرغم من أن الزيوت أوصي باستعمالها كمبيدات حشرية في وقت مبكر من الزمان إلا أن استعمالاتها كانت محدودة حتى عرفت جيداً خلال القرن التاسع عشر، فقد استعمل في البداية كل من النفط والكيروسين بطريقة بدائية ووجد أن هذه المركبات سامة جداً للحشرات باستعمالها رشاً على سطح الماء لقتل يرقات البعوض. كما استعملت مستحلبات الزيوت لتطهير المخازن من الحشرات الضارةبالحبوب المخزنة.ووجد أن هذه المركبات سامة جداً للحشرات، إلا أنها كانت ضارة أيضاً للنباتات حيث تسببت في قتلها،إلى أن نجح العلماء في تلافي الضرر باستعمال الزيوت باستحلابها في الماء.وفي التسعينيات وجد أن المستحلبات المصنوعة من بعض الزيوت لها تأثير فعال جداً ضد بعض الحشرات القشريةوأن بعض الزيوت النقية والخالية من الايدركربونات غير المشبعة يمكن استعمالها بأمان على أوراق النباتات.

أهم الخواص الفيزيائية للزيوت :
1- الكثافة والوزن النوعي :
يعتبر الوزن النوعي والكثافة أهم الخصائص المميزة لنوعية النفط واحتوائه على القطفات المنخفضة الغليان والتي تتمتع بكثافة منخفضة وعلى احتوائه على الراتنجات ذات الكثافة المرتفعة وكذلك على نوع الايدروكربونات السائدة الداخلة في تركيبه.ومن هذا ينتج أن مقدار كثافة النفط يبين تركيبه بشكل تقريبي مبدئي وتتراوح كثافة أغلب أنواع النفط من 0.82 – 0.90 والوزن النوعي للزيت المعدني المستخدم في رش الأشجار عند 15
درجة مئوية يتراوح مابين 0.83-0.90 .وتقل الكثافة للمنتجات النفطية بارتفاع درجة الحرارة
2- اللزوجة :
وتتغير لزوجة المنتجات النفطية مع تغير درجة الحرارة فتقل بارتفاع درجة الحرارة وتزداد بانخفاضها. ويبين الخط البياني العلاقة بين درجة الحرارة واللزوجة.وتعتبر لزوجة الزيوت وتغيرها بتغير درجة الحرارة دليلاً هاماً يبين نوعية الزيوت ويتحدد تغير اللزوجة تبعاً لتغير درجة الحرارة (أي الخواص الحرارية اللزوجية للزيت) ببناء الايدروكربونات الداخلة في تركيب القطفات الزيتية.وتتمتع الايدروكربونات البارافانية بدليل لزوجة جيد إلا أن نسبة هذه الايدروكربونات في الزيوت التجارية محدودة نظراً لارتفاع درجة عقدها.وتعتبر درجة اللزوجة من أهم الخواص التي يحسب لها حساب وتؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار الزيوت في رش أشجار الفاكهة أثناء البيات الشتوي أو أثناء الصيف. والزيوت المعدنية الأقل لزوجة أكثر أماناً في استخدامها
على النموات الخضرية. كما أن الزيوت ذات اللزوجة المنخفضة تفضل للاستخدام في المناطق الباردة بعكس الحال في المناطق الحارة.والزيوت المستعملة ضد الحشرات تتراوح درجة لزوجتها بين 40-100 ثانية سيبوليت.
3-نسبة الفحوم الهدروجينية غير المشبعة:حيث يقل ضرر الزيت للنباتات كلما قل محتواه من هذه الفحوم
4-التطاير:يجب ألا يكون الزيت سريع التطاير فتخف فعاليته ولا بطيء التطاير فيسبب حروقا للنباتات .

أشكال زيوت الرش:
-زيوت صيفية
-زيوت شتوية
-زيوت فوسفورية: وهي الزيوت الصيفية أو الزيوت الشتوية مضافا اليها مبيد فوسفوري عضوي وتسمى الزيوت المقواة أو الصفراء
-زيوت صفراء:زيوت شتوية مضافا اليها مبيد DNOC
-زيت الفولك:هو مستحلب زيتي يحتوي 80-85% زيت معدني وله نوعان فولك صيفي واّخر شتوي حسب فترة استخدامه

استخدام الزيوت كمبيدات حشرات:
تستعمل رشاً أثناء البيات الشتوي ضد الحشرات القشرية – الحلم – بيض الحشرات – بعض يرقات حرشفية الأجنحة ذات البيات الشتوي.كما تستعمل محاليل رش صيفية لمقاومة المن – البق الدقيقي –الأكاروس – التربس – الحشرات القشرية. وفي هذه الحالة يجب أن تكون الزيوت عالية النقاوة نسبياً وخالية من الجزء غير المشبع لمنع حرق النموات الخضرية والثمرية بعكس الحال بالنسبة للزيوت الشتوية حيث تقل الحاجة إلى هذا الحذر والحيطة.كما تستخدم الزيوت في إبادة الحشائش والأعشاب.

ميكانيكية التأثير السام للزيوت المعدنية على الاّفات الحشرية والأكاروسية :
*التأثير على طور البيوض :
أن للزيوت تأثيراً على البيوض ، ومن المعروف أن طبقة قشرة البيضة أو الكريون تتكون من كريون خارجي سميك من بروتين دهني وداخلي رفيع من البروتين وتنفذ الزيوت البترولية من خلال الثقوب الدقيقة جداً التي توجد في الكريون فتحدث داخله طبقة زيتية ،وفي حالة البيض الموضوع من إناث صغيرة تكون هذه الفتحات مغلقة ببروتين مصبوغ ويغطي الكربون بعد ذلك بطبقة شمعية وتمر المحاليل المائية ببطء ، أما الزيوت فإنها تنفذ بسرعة أكبرلأن لها القدرة على إزالة أو خدش الطبقة الشمعية وعلى ذلك تعتبر الزيوت مبيدات للبيض.
أما بيض حشرة المن فيعتبر مقاوم للزيوت المعدنية. ولهذا اتجهت الأبحاث نحو الفينولات والكريزول و غيرها وقد وجد أن تأثير الفينول هو تليين القشرة وينشأ عنه تحطيم الكربون ويتخلل حامض الخليك الكربون ببطء
أما محلول الجير والكبريت فإن يجفف الكريون ويصلبه وتبعاً ذلك يجف الجنين بداخلها ويموت.كما تدل بعض الشواهد على أن الزيوت المعدنية تحدث الإبادة للبيض وبهذا لايتم الفقس. كما في بيض العنكبوت الأحمر لايفقس بعد معاملته بالزيوت الصيفية لأن الجنين لاينمو بسبب تحول القشرة إلى طبقة صلبة.

*التأثير على بقية الأطوار:يعيق الزيت حركة انتشار اليرقات والحوريات وتقتل الاّفات بالزيوت نتيجة احداث خلل في التبادل الغازي مع الجو الخارجي وفي التوازن المائي ضمن جسم الاّفة بسبب الغشاء الزيتي الرقيق الذي يحيط بجسم الاّفة والذي يمنع حدوث تبادل غازي عبر الثغور التنفسية فتموت الاّفة اختناقا ويمكن ان يتخلل عبر القصبات الهوائبة والقصبات الشعرية أو من خلال الكيوتيكل ومن بين الحلقات الى داخا الجسم مسبباتغيـــــرات فيزيولــــــوجية هامــــة تؤدي الى مـــــــوت الاّفة .وأما من جهة اخرى تنتشر أبخرة الزيوت في بلازما الدم خلال جدر القصبات والقصيبات الهوائية. ثم تأخذ أبخرة هذه الزيوت طريقها إلى العقد العصبيةوتؤثر نتيجة لذلك على الأعصاب، وبالإضافة إلى التأثير الإبادي المباشر للزيوت المعدنية فإن لها تأثيرا ً باقياً لأمد طويل لأنها تترك غشاء من الزيت فوق النموات الخضرية وهذه الطبقة المتخلفة ستعوق استقرار الأفراد التي تهاجم الأجزاء المرشوشة وهذا الأثر الباقي الطويل هو بلاشك ذو أهمية كبيرة في الوقاية من بعض الحشرات القشرية وبعض أنواع الأكاروسات .


استخدام الزيوت المعدنية كمواد حاملة أو مخفضة أو مذيبة للمبيدات: من المعروف أن استعمال المحاليل المتجانسة للمبيدات تكون بإذابة المبيد مباشرة في الماء كما هو الحال في الترايكلوروفون – مانكوزيب. أما إذا كان المبيد غير قابل للذوبان في الماء فيجب لتحضير محلول متجانس منه أن يذاب في مذيب عضوي مثل محاليل المبيدات في المذيبات البترولية التي تستخدم لمكافحة الحشرات المنزلية وكذلك محاليل المبيدات في المذيبات العضوية في الايروسولات لاستخدامها ضباباً أو رذاذاً في المباني أو المناطق المكشوفة. وهذه المحاليل عالية السمية لوحدة المساحة المرشوشة وذلك لأن الزيوت أو المذيبات البترولية تساعد في حمل المادة الفعالة إلى موقع أحداث تأثيرها السام أو إلى داخل الجسم في الكائن المعامل. وخاصة في المناطق الحارة الجافة فإن قطرات الزيت قد تصل إلى مواضع لاتصلها قطرات المحلول المائي بسبب فعل قطرات المحلول المائي للتبخر بصورة أكبر من
سرعة تبخر المذيبات البترولية أو المعدنية بالإضافة على ذلك تمتاز قطرات الزيت بقدرتها على الانتشار فوق السطح المعامل لتغطية مساحة قد تصل إلى خمسة عشر ضعفاً بالنسبة للمساحة التي يشغلها المحلول المائي بنفس الحجم من القطرات. كما أن غياب المذيبات العضوية أو الزيوت المعدنية يعتبر من المميزات الهامة لتجنب آثارها الضارة على النبات . إذ أن التأثير السام ضد النموات الخضرية يعتمد على قدرة الزيوت على النفاذية واختراق أنسجة النبات، وتعتبر قدرة النفاذية للزيوت المعدنية من أهم الصفات التي تميز الزيوت البترولية ومستحلبات الزيوت ضد الحشرات القشرية.فالزيوت والمذيبات العضوية غير المتطايرة والمذيبة للدهون لها القدرة على أن تبل كلاً من المبيد والآفة ولذلك فإن وجودها يؤدي ليس فقط إلى زيادة دخول المبيد إلى جسم الآفة بل أنه سيسرع انتشار جزيئات المبيد في جسم الآفة . وكذلك فإن الزيت أو المذيب العضوي يعمل على استعادة كميات المبيد المختفية داخل الفجوات والمسام في السطح المعامل لتعزيز تركيز المبيد المتصل بالآفة .

الاحتياطات الواجب مراعاتها عند استخدام زيوت الرش:
لكي لاتحصل حالات تساقط اوراق أوثمار أوحروق للأوراق والبراعم أوجفاف الافرع النباتية.....ينبغي التقيد بمايلي:
-الامتناع عن رش الزيوت في مرحلة الازهار والعقد ونضج الثمار
-الامتناع عن رش الزيوت الصيفية في الجو الحار الجاف
-يحذر من رش الزيوت الصيفية في بساتين الحمضيات التي تعرضت اشجارها للعطش
-يحذر من مزج الزيت بالكبريت او بأحد مشتقاته وعدم رش الزيت الا بعد مضي 20 يوم على استخدام المركبات الكبريتية
-أن تكون التغطية كاملة للشجرة بمحلول الرش .

هناك تعليق واحد: